بحث متقدم
الزيارة
6660
محدثة عن: 2009/05/04
خلاصة السؤال
أ لیست الأعمال و الأدعیة التی تؤدی فی اللیلة الاولی من شهر ربیع الاول بدعة و حراماً؟
السؤال
هل ان ما یقوم به بعض الاشخاص فی اللیلة الاولی من ربیع الاول من الذهاب الی المسجد لیلاً و الدعاء و التمنی،‌أ لیس هو بدعة فی الدین؟ و هل لذلک مستند روائی؟ و هل ان هذا الحدیث و هو ان من بشرنی بشهر ربیع بشرته بالجنة هو حدیث عن النبی (ص)؟
الجواب الإجمالي

شهر ربیع الاول هو ربیع الشهور، فمن ناحیة قد انتهی شهر صفر – الملئ بالحزن و اللوعة و هو شهر مصائب أهل بیت رسول الله (ص) –بحلول هذا الشهر، و من ناحیة اخری فان ولادة رسول الله (ص) و هو الرحمة العظمی هی فی هذا الشهر و قد وردت فی المصادر الدینیة اعمال للیوم الاول من ربیع الاول و هو یوم هجرة النبی (ص) – کالصوم و الدعاء شکراً،‌ و بالطبع فانه ینبغی الالتفات الی ان عدم وجود و عدم ورود دعاء او صلاة خاصة فی المصادر الدینیة لا یعتبر دلیلاً علی کون القیام بذلک بدعة او حراماً، لان الاسلام یری ان الدعاء و الصلاة بشکل عام فی کل الاحوال و الاوقات أمراً مطلوباً و مستحباً. نعم إذا ادعی شخص کذباً بانه ورد فی الاسلام ان یقرأ دعاء خاص فی وقت خاص فهو کذب و بدعة محرمة.

و اما بشارة النبی (ص) بالجنة لمن بشّره بشهر ربیع، فلم نعثر علی حدیث بهذا المضمون فی المصادر الشیعیة.

نعم نقل صاحب تفسیر روح البیان حدیث "من بشرنى بخروج الصفر بشرته بالجنة" و لعل هذا الحدیث یفید ذلک المعنی المقصود.

الجواب التفصيلي

شهر ربیع الاول هو ربیع الشهور، اذ قد انتهی بحلوله شهر الحزن و اللوعة و هو شهر صفر الذی هو شهر مصائب أهل بیت رسول الله (ص) –و قمّة المصائب لشهر صفر تکون فی العشرة الثالثة منه، حیث تبتدأ بذکری الاربعین و تختتم بذکری ایام ارتحال الرسول الخاتم محمد المصطفی (ص) و استشهاد سبطه الاکبر الامام الحسن المجتبی (ع) و افول شمس طوس الامام علی بن موسی الرضا (ع). و من ناحیة اخری ففی شهر ربیع ولادة رسول الله (ص) و هو الرحمة العظمی التی لم تنزل رحمة مثلها علی‌ الارض منذ خلقت؛ و ذلک ان فضل هذه الرحمة علی سائر الالطاف الالهیة کفضل رسول الله (ص) علی سائر المخلوقات.[1]

و بناء علی ما ورد فی مصادر التاریخ فان الاول من ربیع الاول هو یوم هجرة النبی (ص) من مکة الی المدینة [2] فهذا الیوم مبارک و میمون لهذا السبب و لوقوع ولادات مبارکة فیه.

و قد ذکر السید ابن طاووس فی کتاب الاقبال عن فضیلة هذا الشهر و اعتبر ان من الحوادث المبارکة فی هذا الشهر هو هجرة النبی (ص) من مکة الی المدینة و سلامته من مکر الاعداء و محاولتهم قتله فی لیلة المبیت، و رأی ان من المناسب أداء صلاة الشکر فی هذا الیوم شکراً لله علی هذه النعمة و نقل عن الشیخ المفید قوله ان یستحب صوم هذا الیوم لنجاح النبی (ص) و نجاته من ایدی الاعداء و فی الختام نقل دعاءً وارداً فی هذا الیوم.[3]

و یقول المرحوم جواد الملکی التبریزی فی کتاب المراقبات: "ذا الشهر و کما یظهر من اسمه هو ربیع الشهور بسبب تجلّی آثار رحمة الله فیه ففیه نزلت ذخائر برکات الله و انوار جماله الی الارض؛ حیث ان ولادة رسول الله (ص) هی فی هذا الشهر و لم تنزل علی الارض منذ بدء خلقها رحمة تماثلها... فیجب علی المسلم المراقب ان یسعی بکل جهده فی اداء شکر هذه النعمة العظیمة.[4]

و ذکر الشیخ عباس القمی أیضاً فی مفاتیح الجنان فی أعمال الشهر ربیع الاول: الیوم الاول، ذکر العلماء انه یستحب صیامه شکراً لنعمة سلامة رسول الله (ص) و أمیر المؤمنین (ع)، و ان من المناسب زیارتهما فی هذا الیوم.[5]

و لم نجد فی کتب الادعیة و الروایات شیئاً آخر فی اعمال لیلة و یوم الاول من شهر ربیع الاول غیر ما ذکرنا. و لکن عدم وجود روایة فی المصادر الدینیة حول اعمال الخیر و المستحبات، لا یدل علی ان القیام بذلک بدعة؛ لان القیام بکل اعمال الخیر و منها الحضور فی المسجد و العبادة و الدعاء و المناجاة مع الله، مستحب فی کل الاوقات و مرغب فیه، و اداؤها بقصد القربة و الحصول علی الثواب لیس فیه ای اشکال، اما فی صورة نسبة عمل خاص (و ان کان محبذاً) الی الدین کذباً فذلک بدعة و حرام؛ لان البدعة فی الدین و الشرع هی بمعنی نسبة ما لیس من الدین الی الدین.[6]

و اما بشارة النبی (ص) بالجنة لمن بشره بشهر ربیع، فلم نعثر علی حدیث بهذا المضمون فی المصادر الشیعیة.

نعم نقل صاحب تفسیر روح البیان حدیث "من بشرنى بخروج الصفر بشرته بالجنة"[7] و لعل هذا الحدیث یفید ذلک المعنی المقصود.



[1] الملکی التبریزی، المیرزا جواد، المراقبات

[2] المجلسی،‌ محمد باقر، بحار الانوار، 55، 367.

[3] علی بن موسی بن طاووس، الاقبال بالاعمال، 3، 105.

[4] الملکی التبریزی، جواد، المراقبات، 65.

[5] القمی، عباس، مفاتیج الجنان، 295.

[6] استفید من السؤال 263 (الموقع: 2048).

[7] حقى بروسوى، اسماعیل، تفسیر روح البیان، ج ‏4، ص 325، دار الفکر، بیروت.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279508 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257466 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128255 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113419 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89062 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59943 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59641 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56921 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49907 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47240 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...