تبحث هذه القضیة من زایتین:

الف: عدد زوجات الامام الحسین (ع).

ذهب الکثیر من المؤرخین و منهم الشیخ المفید فی کتابه الارشاد الى القول بان عدد زوجات الامام الحسین (ع) خمس زوجات، هنّ:

1. شاه زنان بنت کسرى یزدجرد.2. لیلى بنت أبی مرّة بن عروة بن مسعود الثقفیة. 3.إمرأة من قبیلة قضاعة. 4. الرباب بنت إمرئ القیس بن عدی الکلبیة . 5. أم إسحاق بنت طلحة بن عبید الله التیمیة.[1]

ب: ترجمة حیاة زوجاته.

لا یوجد الکثیر من المصادر التی تعرضت لحیاة أزواجه علیه السلام و حضورهن فی واقعة عاشوراء، و لکن هناک اشارات متفرقة فی مطاوی الکتب، نحاول الاستناد الیها.

1. شهربانو: و هی أم الامام السجاد (ع) و قد اختلفت کلمة المؤرخین و الباحثین فی اسمها و نسبها اختلافاً کبیراً حیث ذهب البعض الى القول بان اسمها شاه زنان. و قال الآخر: هی شاه جهان، و قیل اسمها شهربانو و شهربانویه. و قد نسبها بعض المؤرخین الى یزدجر الثالث آخر الملوک الساسانیین. و روی أنها ماتت و هی نفساء بولدها السجاد على أثر حمّى أصابتها.[2]

و لمزید الاطلاع على قضیة زواج الامام الحسین (ع) من هذه المرأة، انظر السؤال رقم7873 (الرقم فی الموقع: 8096).

2. لیلى بنت أبی مرّة بن عروة بن مسعود الثقفیة: و هی أم علی الاکبر، و قد اختلفت کلمة المؤرخین فی حضورها واقعة عاشوراء فمنهم من قال بحضورها و ذهب الآخر الى الشک و التردید فی حضورها. و لمزید الاطلاع على هذا الموضوع انظر السؤال 11901 (الرقم فی الموقع: 11671).

3. المرأة القضاعیة: و هی أم ولده و جعفر بن الحسین الذی مات فی حیاة ابیه و لم یعقب.[3]‏

4. أم إسحاق بنت طلحة بن عبید الله التیمیة ، و هی أم فاطمة بنت الحسین، و لم تشهد معرکة الطف.

5. الرباب بنت إمرئ القیس بن عدی الکلبیة و هی أم کل من سکینة بنت الحسین و عبد الله (الرضیع). و قد شهدت مع الامام الحسین (ع) معرکة عاشوراء و حملت إلى الشام فیمن حمل من أهله، ثمّ عادت إلى المدینة، فخطبها الأشراف من قریش، فقالت: ما کنت لأتخذ حموا بعد رسول الله، (ص). و بقیت بعده سنة لم یظلّها سقف بیت حتى بلیت و ماتت کمداً، و قیل: إنّها أقامت على قبره سنة و عادت إلى المدینة فماتت أسفاً علیه.[4]

و من جملة اشعارها التی نعت الامام بها:

انّ الذى کانَ نورا یُستَضاءُ به             فى کَربلاء قتیل غیرُ مَدفونِ‏

سِبطُ النبىّ جَزاکَ اللّه صالِحة             عَنّا و جُنّبتَ خُسرانَ المَوازین [5]

و نسب بعض الکتاب إمرأة أخرى للامام الحسین (ع) هی والدة المحسن الذی استقطه فی مکانه یقال له الجوشن قرب حلب، قال یاقوت الحموی: 

الجَوْشَنُ: جبل فی غربی حلب، و منه کان یحمل النحاس الأحمر و هو معدنه، و یقال: إنه بطل منذ عبر علیه سبی الحسین بن علیّ، رضی الله عنه، و نساؤه، و کانت زوجة الحسین حاملا فأسقطت هناک فطلبت من الصّنّاع فی ذلک الجبل خبزاً و ماء فشتموها و منعوها، فدعت علیهم، فمن الآن من عمل فیه لا یربح، و فی قبلی الجبل مشهد یعرف بمشهد السقط و یسمّى مشهد الدّکة، و السقط یسمى محسن بن الحسین، رضی الله عنه.[6]

و لعل هذه المرأة واحدة من تلک النساء الاربع التی ذکرناها و الله العالم.