بحث متقدم
الزيارة
6882
محدثة عن: 2014/02/25
خلاصة السؤال
یقول الله سبحانه فی القرآن الکریم فی آیة (مشتبها و غیر متشابه) و فی آیة أخری (متشابها و غیر متشابه)، ما الفرق بین المعنیین؟
السؤال
یقول الله سبحانه فی القرآن الکریم "وَ جَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَ الزَّیْتُونَ وَ الرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَ غَیرْ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلىَ‏ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَ یَنْعِهِ إِنَّ فىِ ذَالِکُمْ لاَیَاتٍ لِّقَوْمٍ یُؤْمِنُون" و " وَ الزَّیْتُونَ وَ الرُّمَّانَ مُتَشَبهِا وَ غَیرْ مُتَشَبِهٍ کُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَ ءَاتُواْ حَقَّهُ یَوْمَ حَصَادِهِ وَ لَا تُسرْفُواْ إِنَّهُ لَا یحُبُّ الْمُسرْفِین". : یقول الله سبحانه فی القرآن الکریم فی آیة (مشتبها و غیر متشابه) و فی آیة أخری (متشابها و غیر متشابه)، ما الفرق بین المعنیین؟
الجواب الإجمالي
لقد بیّن الله سبحانه، زاویة من عجائب الدنیا فی آیة من الآیات القرآنیة بقوله: "وَ هُوَ الَّذِى أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ کلُ‏ِّ شىَ‏ْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نخُّرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّترَاکِبًا وَ مِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِیَةٌ وَ جَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَ الزَّیْتُونَ وَ الرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَ غَیرْ مُتَشَابِهٍ ". [1] و لقد جاء فی آیة أخری و فی نفس الموضوع قوله تعالی: "وَ هُوَ الَّذِى أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَ غَیرْ مَعْرُوشَاتٍ وَ النَّخْلَ وَ الزَّرْعَ مخُتَلِفًا أُکُلُهُ وَ الزَّیْتُونَ وَ الرُّمَّانَ مُتَشَبهِا وَ غَیرْ مُتَشَابِه". [2]
أما اختلاف التعبیر فی هاتین الآیتین حیث قال فی الآیة الأولی: " مُشْتَبِهًا وَ غَیرْ مُتَشَابِهٍ" و فی الآیة الثانیة " مُتَشَبهِا وَ غَیرْ مُتَشَابِه"  لا یؤثر فی اختلاف المعنی؛ لأن علماء اللغة یرون أن کلمة "مشتبهاً" قریبة من حیث المعنی من کلمة "متشابهاً". [3] و المفسّرون أیضاً قد فسّروا کلمة "متشابهاً" بنفس معنی کلمة "مشتبهاً". [4]
یقال اشتبه الشیئان وتشابها ، کقولک استویا وتساویا . والافتعال والتفاعل یشترکان کثیراً. [5]و علیه،‌ فلا فرق یذکر بین هاتین الکلمتین، و بالطبع إن الاختلاف بالتعبیر و استخدام الألفاظ المختلفة فی نفسه دلیل علی البلاغة الکلامیة، و لعل هذه البلاغة هی مراد الله سبحانه فی هذا الاختلاف فی الکلمات و العبارات. 
 

[1] الانعام، 99.
[2] الانعام، 141.
[3] الراغب الأصفهانی، حسین بن محمد، المفردات فی غریب القرآن، التحقیق: الداودی، صفوان عدنان، ص 443، دار العلم، الدار الشامیة، دمشق، بیروت، الطبعة الأولی، 1412 ق.
[4] الفیض الکاشانی، ملا محسن، تفسیر الصافی، تحقیق: الأعلمی، حسین، ج 2، ص 143، نشر صدر، طهران، الطبعة الثانیة، 1415 ق؛ الشبّر، سید عبد الله، تفسیر القرآن الکریم، ص 161، دار البلاغة للطباعة و النشر، بیروت، الطبعة الأولی، 1412 ق؛ الزمخشری، محمود، الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل، ج 2، ص 52، دار الکتاب العربی، بیروت، الطبعة الثالثة، 1407 ق.
[5] الکشاف للزمخشری، فی ذیل تفسیر الآیة المذکورة.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • ما الفرق بين الماء الكر و الماء القليل؟
    12219 الحقوق والاحکام 2012/09/10
    الكر من الماء و هو كل ماء بلغ وزنه ثلاثمائة و ستة و سبعين كيلو غراما تقريبا. و إذا كان الماء من الماء الصافي الذي يستعمل في أنابيب الاسالة [1] فحجم الكر منه يساوي ثلاثمائة و سبعة و خمسين ألفا و ...
  • ما هو تکلیف الانسان الذی لم یستطع السیطرة على الادرار؟
    4995 الحقوق والاحکام 2011/04/18
    هذه المشکلة یعانی منها الکثیر من الناس و لحسن الحظ قد عالجها الفقهاء العظام استنادا الى الروایات الصادرة عن أهل البیت (ع).وقد عالج الفقهاء القضیة فی محورین نشیر الیهما:الاول: اذا کان الانسان یعیش حالة صحیة طبیعیة.
  • ما المراد من مفردتی "صدقاتهن" و "اجورهن" فی القرآن الکریم؟
    6521 التفسیر 2012/02/14
    «صدقاتهن» جمع الصداق و هی بمعنى المهر ...و الآیة التی جاءت فیها تلک المفردة تدور حول انتخاب الزّوجة و تتضمن إشارة إلى إحدى حقوق النساء المسلّمة، و تؤکّد قائلة: (وَ آتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَکُمْ عَنْ شَیْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَکُلُوهُ هَنیئاً مَریئاً)
  • ما هی فلسفة الغسل؟
    5942 الفلسفة الاحکام والحقوق 2011/12/31
    علة الغسل عامة و الجنابة خاصة هی تطهیر البدن و الروح من الاقذار المعنویة و المادیة؛ و ذلک لان الجنابة لاتختص بعضو خاص من اعضاء البدن بل تنعکس آثارها على جمیع الاعضاء.فقد اثبتت الدراسات و التحقیقات العلمیة أن الجسم الانسان یتوفر على سلسلتین من الاعصاب النباتیة التی تتحکم بجمیع ...
  • على أساس الآيات من 146 إلى 148 من سورة الشعراء، كان قوم ثمود يعيشون في أرض مليئة بعيون الماء، و لكن في الآية 28 من سورة القمر، ورد أن في أرضهم و منطقتهم كانت عينا واحدة، فبرأيكم أي هذين القولين صحيح؟
    8087 التفسیر 2012/06/23
    التدقيق في التفاصيل المذكورة في الآيات و الروايات المرتبطة بقصة تقسيم الماء بين قوم ثمود و ناقة صالح يكشف أن أرض قوم ثمود حتى بعد خروج الناقة من جوف الجبل كانت أرضا زاخرة بالماء، و الذي أدى إلى طغيانهم على أمر الله و عقر الناقة لم يكن ...
  • هل یتعلق الخمس بالشقة السکنیة الموروثة؟
    6874 الحقوق والاحکام 2010/10/18
    نعرض لکم الاستفتاءات التالیة:جواب مکتب آیة الله العظمى السید الخامنئی (دام ظله العالی):اذا کانت الشقق السکنیة بنیت للسکنى فیها و قد سکنتموها فعلاً فلا خمس فیها حینئذ؛ لکن لو کان البناء للاجارة مثلاً ففی هذا الفرض اذا کانت الشقق ...
  • لماذا لا اتفاعل مع الصلاة؟
    5714 العملیة 2007/12/12
    للصلاة ظاهر و باطن، کما أن صورتها الخارجیة لها شروط و آداب، و فصولهاأیضاً لها آداب و شروط.و على هذا الأساس، فکما تکون للشروط و الضوابط الظاهریة بالنسبة إلى الصلاة أهمیة کطهارة اللباس، و التوجه إلى القبلة، و أن یکون المصلی على طهارة (وضوء)، فتکون عاملا من ...
  • لماذا یعتقد الشیعة بالامامة و بأئمة معینین ؟
    10173 الکلام القدیم 2008/06/01
    یبدو ان مرادکم من السؤال هو انه کیف نستطیع أن نعتقد و ان نفهم بان شخصاً ما هو امام، و لکننا نجیب أولاً عن هذا السؤال: و هو انه لماذا یجب علینا الاعتقاد بالامامة؟ان الامامة لها أهمیة خاصة فی الاسلام فهی آخر مرحلة فی السیر التکاملی للانسان. و ان ...
  • هل توجد آیة فی القرآن تتکلّم عن کسر قلب الآخرین و جرح مشاعرهم؟
    5664 التفسیر 2011/12/18
    حتی و إن لم ترد آیة فی القرآن الکریم تتکلّم بصورة مباشرة عن «جرح مشاعر الناس» لکن لو طبِقت وصایا القرآن المتنوعّة، لا یحق لأی إنسان أن یؤلم الآخرین و یجرح مشاعرهم بلا حق. ...
  • ما رأيكم في الإعجاز العددي للقرآن؟
    6192 علوم القرآن 2012/05/15
    إن أوجه إعجاز القرآن كثيرة و لا تقتصر على فصاحته و بلاغته. و أحد أوجه الإعجاز التي نسبت للقرآن في السنين الأخيرة هو الإعجاز العددي. لا زال هذا الموضوع بحاجة إلى مزيد من التحقيق و لا يبعد أن في المستقبل يمكن أن ندّعي هذا الأمر للقرآن على ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279495 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257399 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128231 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113366 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89048 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59913 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59613 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56913 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49861 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47224 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...