بحث متقدم
الزيارة
5593
محدثة عن: 2012/09/20
خلاصة السؤال
ما شأن نزول الآیة الأربعین من سورة الأحزاب؟
السؤال
ما شأن نزول آیة: "مَّا کاَنَ محُمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِکُمْ وَ لَکِن رَّسُولَ اللَّهِ وَ خَاتَمَ النَّبِیِّنَ وَ کاَنَ اللَّهُ بِکلُ‏ِّ شىَ‏ْءٍ عَلِیمًا"، (الأحزاب 40)؟
الجواب الإجمالي

موضوع هذه الآیة هو زواج النبی محمد (ص) من زوجة زید بن حارثة ربیب رسول الله (ص) بعد طلاقها. و لا شک أن الآیة الشریفة فی مقام الجواب عن إعتراض وجّهته الأمة إلى رسول الله (ص) و هو: کیف یمکن زواجک من زوجة ربیبک؟

و خلاصة الجواب الذی تقدمه هذه الآیة للمعترضین هو أن رسول الله (ص) لم یکن أباً لأیّ من رجالکم، حتى یعدّ زواجه من زوجة أحدکم زواجاً من زوجة إبنه. إذن فخطاب "مَّا کاَنَ محُمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِکُمْ وَ لَکِن رَّسُولَ اللَّهِ وَ خَاتَمَ النَّبِیِّنَ  وَ کاَنَ اللَّهُ بِکلُ‏ِّ شىَ‏ْءٍ عَلِیمًا" موجّه لرجال ذاک الزمان الموجودین،[1] و المراد من الرجال، ما یقابل النساء و الأولاد، و نفی الأبویة، نفی تکوینی، لا تشریعی، أی لم یکن أحد من رجالکم متولّد من صلبه.

و المعنى: لیس محمد (ص) أبا أحد من هؤلاء الرجال الذین هم رجالکم حتى یکون تزوجه بزوج أحدهم بعده تزوجاً منه بزوج إبنه، و زید أحد هؤلاء الرجال فتزّوجه بعد تطلیقه لیس تزوّجاً بزوج الإبن حقیقة، و أما تبنیه زیداً (فالمراد منه المعنى اللغوی فقط من إظهار المحبة) و إلا فلا یترتّب علیه شیء من آثار الأبوة و البنوة، فلم یعتبر الله الأولاد بالتبنی أولاداً حقیقیین.[2]

إذن، سبب نزول هذه الآیة هو، زواج النبی محمد (ص) بزوجة زید بن حارثة المطلقة لا غیر.

لیس لهذا السؤال جواب تفصیلی.

 


[1]  أما أولاده الأربعة القاسم و الطیب و الطاهر و إبراهیم ـ إن لم یکن الطیب و الطاهر لقباً للقاسم على بعض الأراء ـ فأولاده حقیقة، لکنهم توفّوا قبل البلوغ، فلا تصدق کلمة رجال فی حقّهم، لیقع نقضاً لهذه الآیة. کما أن أولاده (ص) الإمام الحسن و الإمام الحسین (ع) کانوا صغاراً أیضاً، و لم یبلغوا حدّ الرشد قبل وفاة رسول الله (ص) فلا تشملهم کلمة رجال.

إذن هذه الآیة لا تقتضی أن رسول الله (ص) لم یکن أبا للقاسم و الطیب و الطاهر و إبراهیم کذلک الحسن و الحسین (ع)، فلهذا قلنا أن الآیة تخصّ الرجال الموجودین حین نزولها و کل من تنطبق علیه صفات الرجل، و لم یکن أحد من المذکوری واجداً لهذه الصفات.

راجع: الطباطبائی، السید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج 16، ص 325، مکتب النشر الإسلامی، قم، 1417 ق.

[2] راجعوا: نفس المصدر و تفاسیر القرآن، الأخرى ذیل الآیة 40 من سورة الأحزاب.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279494 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257398 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128230 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113362 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89048 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59912 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59613 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56912 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49857 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47223 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...