بحث متقدم
الزيارة
7981
محدثة عن: 2008/06/23
خلاصة السؤال
ما هو دور الدین فی العالم الجدید؟
السؤال
هل یمکن للدین أن یمارس دوراً إیجابیاً فی العالم الجدید؟و فی هذه الحالة هل یمکن عرض الإسلام بشکل یتناسب مع حاجات البشر فی العصر الجدید؟
الجواب الإجمالي

کلمة (الدین) تشمل کل الأدیان السماویة و غیر السماویة، غیر المحرّفة (الاسلام) و المحرّفة و ...و باعتقادنا فانّ الاسلام هو الدین الوحید الذی یمکنه أن یمارس أدواراً ایجابیة فی کل الازمنة و الأعصار، لأنه الدین الخاتم و هو أکمل دین الهی. و علی هذا فیجب أن یکون له رأی و مخطّط و تعلیمات جامعة فی جمیع الأزمنة و جمیع مجالات حیاة الانسان – الفردیة و الاجتماعیة.

و من جانب آخر فان مساحة عمل الدین متمیّزة تماماً عن مساحة عمل العلم و التکنولوجیا و تتوسّع البرمجة و التقنین الدینی مع تطوّر التکنولوجیا، و تتّضح أحکام الموضوعات الجدیدة عن طریق الاجتهاد و الاستنباط من مصادر الفقه الاسلامی الغنیّة.

ان للدین برامجه فی ثلاثة مجالات: علاقة الانسان بنفسه، و علاقته بالآخرین (الطبیعة و المجتمع) و علاقته مع الله، فالدین یلبّی جمیع حاجات البشر فی مجال الهدایة و ذلک عن طریق المنهج الذی أسّسه أهل البیت (ع) و الذی یطلق علیه اسم "الاجتهاد".

الجواب التفصيلي

الدین مفردة عامة تشمل جمیع الأدیان السماویة و غیر السماویة و غیر المحرّفة (الاسلام) و المحرّفة و ...و باعتقادنا فان الاسلام هو الدین الوحید الذی یمکنه أن یمارس أدواراً ایجابیة فی کل الأزمنة و الأعصار و لیس لبقیة الادیان القدرة علی ذلک، ذلک ان الاسلام وحده هو الدین الخاتم و هو أکمل الأدیان المرسلة.

ان مساحة عمل الدین متمایزة تماماً عن مساحة عمل العلم و التکنولوجیا. انّ سبب حاجة الانسان إلی الدین هو وجود امور لا یمکن للانسان أن یصل إلیها بعقله و بحسه و تجربته و هذا المطلب أی محدودیة آلات إدراکنا یؤیده العقل فی المباحث الفلسفیة و أشار القرآن أیضا إلیه بقوله "... و علمکم ما لم تکونوا تعلمون"[1]. و علّی‌ هذا فلا یصل البشر أبداً الیِ‌ نقطة یستغنی فیها عن الدین.

ان للدین برنامجه و حلوله للانسان فی مجالات ثلاثة و هو یسعی لتصحیح هذه الأنواع الثلاثة من العلاقات:

الف. علاقة الانسان بنفسه.

ب. علاقته بالآخرین (الطبیعة و المجتمع).

ج: علاقته مع الله.

و علی هذا فهو ناظر الی الدنیا و إلی الآخرة ایضاً فالاسلام یهدف إلی عمران الدنیا التی تعمر الآخرة أیضاً، و هذا أمر خارج عن عهدة الأخلاق الدنیویة و ....

و الدین ناظر الی القلب و الی العقل أیضاً. کیف یمکن للعلم أن یضع برنامجاً متکاملاً للانسان الذی لم یتعرف إلی الآن بشکل کامل علیه و علی أبعاده الوجودیّة؟ و کیف یمکنه أن یحقق سعادته؟. و مع کون العلوم البشریة مفیدة لکنها تنفعنا فقط فی مجال التخطیط للآلیات المناسبة فهی عاجزة عن وضع نظام و فلسفة و منهج، و ما یحتاجه البشر قبل کل شی هو المنهج و البرنامج و بعد ذلک یحتاج الی الآلیّات.

و قد أو کل الاسلام طرح الآلیات المناسبة إلی الناس أنفسهم و تکفل الدین بالامور التی لا یمکن للعلم وحده أن یخرج عن عهدتها.

و بتطوّر التکنولوجیا تتّسّع دائرة البرمجة و التقنین الدینی، و بظهور موضوعات جدیدة یقف فقهاء الاسلام المتمرّسون باستنباط و استخراج أحکام الموضوعات الجدیدة من مصادر الفقه الاسلامی. و مع اتّساع مساحة الاجتهاد فی الثقافة الاسلامیة لا یبقی أیّ مجال للتردید فی انطباق احکام الاسلام علی مقتضیات الزمان و حاجات البشر فی العصر الحدیث.

و من جانب آخر فلو کان هذا الأمر صحیحاً و هو أنّ التطوّر العلمی والتکنولوجی یؤدی الی‌الاستغناء عن الدین، لکان ینبغی أن یحرز البشر استغناءه عن الدین بعد مضی قرن أو عدة قرون من ظهور الاسلام، و یستعین بعقله فی إکمال المسیرة. ان التاریخ المعاصر أکبر شاهد علی بطلان ذلک. فلیس فقط لم یشعر البشر باستغنائه عن الدین بل انه و بعد عصیانه و عناده أمام الدین بعد عصر النهضة و وقوعه فی مصاعب کثیرة فی هذا الطریق نراه یقترب من الدین یوماً بعد آخر و یشعر بانه فی أشدّ الحاجة الیه.

مصادر لمزید المطالعة:

1. موضوع: سر‍ خاتمیة دین الاسلام، السؤال 386.

2. موضوع: الدین و التغییر، السؤال 8.

3. موضوع: الاسلام و ضرورة التخطیط السؤال 16.

4. موضوع: الاسلام و نظریّة الفکر المدون، السؤال 17.

5. موضوع: المقارنة بین العلم و الدین،‌ السؤال 210.

6. هادوی الطهرانی، مهدی، الولایة و الدیانة، ص 13 – 56.

7. هادوی الطهرانی،‌ مهدی، التصوّرات و الأسئلة.

8. هادوی الطهرانی، مهدی، الاسس الکلامیة للاجتهاد.



[1] بقرة، 239.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257242 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128140 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59550 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49732 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...