بحث متقدم
الزيارة
7215
محدثة عن: 2008/05/20
خلاصة السؤال
لماذا لا یتغیر حکم حرمة الزواج من أخت الزوجة طبقاً لمتغیرات الزمان؟
السؤال
بالنظر إلى أن الإسلام هو دین هذا العصر، و ان هذا الدین له القابلیة على تغییر أحکامه حسب متطلبات الزمان (کما فی حرمة لعب الشطرنج التی أجازها الإمام الخمینی) هل یمکن إن یراجع حرمة الزواج من أختین فی وقت واحد فیما إذا کانت هنالک أختان ترغبان بالزواج من رجل واحد و ان یعیشوا معاً تحت ظله، هل لا یمکن فی هذه الحالة أیضا تغییر الحکم؟ أنا اعتقد أن الرب الرحیم قد جعل الرسول (ص) خاتم الرسل لأنه یعلم أن هذا الدین هو أکمل الأدیان و لهذا الدین قابلیة التغیر حسب متطلبات الزمان. کما یجب على الباحث فی العلوم الطبیعیة أن یبحث و یحقق لاثبات فرضیاته العلمیة، کذلک یجب على الباحث و المحقق الدینی أن یتبع هذا الأسلوب. و کما ذکرت فی المثال السابق (بخصوص جواز لعب الشطرنج) یلاحظ أن شخصاً مثل الإمام الخمینی (ره) قد خطى خطوات کبیرة فی هذا المجال کما فی بعض الموارد المذکورة فی تحریر الوسیلة.
الجواب الإجمالي

لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی

الجواب التفصيلي

لغرض إیضاح الجواب نذکر هنا عدة ملاحظات:

1. المقصود من أن الإسلام هو دین العصر و انه أکمل الأدیان و ان قوانینه و تشریعاته تتکفل و تضمن للبشریة السعادة و الرقی فی جمیع الأزمنة و الأعصار، هو أن القوانین الإسلامیة ملائمة لواقعیات الوجود و متلائمة مع الاحتیاجات الفطریة للإنسان و ان فطرة و ذات الإنسان غیر قابلة للتغییر و التبدل، [1] قال تعالى مشیراً الى هذه الحقیقة: "فأقم وجهک للدین حنیفاً فطرت الله التی فطر الناس علیهاُ لا تبدیل لخلق الله ذلک الدین القیم و لکن أکثر الناس لا یعلمون". [2] لا یقصد بالفطرة الإنسانیة الأمنیات النفسیة و الشهوانیة للإنسان حیث کانت موجودة حتى فی زمن الرسول (ص)، بل کانت هذه الرغبات و الشهوات موجودة على مر التاریخ. و کان أکثر الأفراد فی بعض المجتمعات یبتلون بمثل هکذا أمراض، و ان الأدیان الإلهیة کانت تهدف دوماً لتنقیة و تصفیة روح الإنسان من هذه الامراض الأخلاقیة و الى إحیاء فطرة الإنسان: "یا أیها الذین امنوا استجیبوا لله و للرسول إذا دعاکم لما یحیکم...". [3] إن الهوى و الهوس هی عبارة عن طبقات من الغشاوة و الغبار تغطی مرآة الروح، و تتحول فی أکثر الاحیان إلى رین و ترسبات قویة نتیجة لطول الأمد و لا شیء یستطیع إزالتها غیر الأزمات و الابتلاءات و الحوادث الجسیمة التی تعصف بالإنسان، و فی هذه الحالة لا یکون هنالک شیء یصب فی صالح الإنسان: "فإذا رکبوا فی الفلک دعوا الله مخلصین له الدین فلما نجاهم إلى البر إذا هم یشرکون". [4] فلذلک لا یکون المقصود من معنى کمال الإسلام هو أن یکون قابلا للتغیر و التبدیل لکی یکون منسجماً مع رغبات و شهوات بعض الناس فی کل حین و زمان، بل إن حقیقة دین الإسلام هی ثابتة على مر التاریخ کما یقول الإمام الصادق (ع): "حلال محمد (ص) حلال إلى یوم القیامة و حرامه حرام إلى یوم القیامة". [5]

2. إن فتوى الإمام الخمینی (ره) بخصوص جواز لعب الشطرنج لا یدل على تغییر حکم الإسلام، بل کان رأیه هو أن الشطرنج کان فی زمن الرسول (ص) وسیلة للعب القمار لذلک حرمها (ص) و لانه فی الوقت الحاضر لا یعد الشطرنج وسیلة للعب القمار، لیحکم بحرمتها بل تعتبر ریاضة فکریة فلذلک جوزها الإمام (ره)، و لذلک لا یقصد من کلامه أن لعب الشطرنج محرم بشکل مطلق، و قد تغیر الحکم بشأنها فی وقتنا الحاضر. بعبارة أخرى فإذا لم یکن الشطرنج وسیلة للقمار و کان یستخدم کوسیلة للریاضة الفکریة فی زمن رسول الله (ص) فلم یکن یحکم بحرمتها.

3. إن الذی اشرنا إلیه سابقاً بخصوص فلسفة حرمة الزواج من أخت الزوجة، هو أولاً: لبیان احتمال و حکمة الحرمة، و لیس بالشکل القطعی أو باعتباره علة تامة للحرمة، فلو افترضنا انه لا توجد هنالک حکمة فی هذا المجال، فلا یشکل ذلک سبباً و مسوغاً لعدم الحرمة. ثانیاً: کان من لحاظ طبیعة و فطرة النساء و الرجال، و لذلک نرى أنها مورد تأیید أکثر أفراد المجتمع و هذا لا یتنافى مع وجود بعض أفراد المجتمع لهم میول و رغبات تخالف الفطرة و الطبیعة الإنسانیة بعض الشیء. و بمراجعة الإجابة السابقة لهذه المسألة بشکل دقیق یتضح الموضوع أکثر.



[1] راجع المواضیع:

- الدین الخاتم، السؤال 1127 (الموقع: ۲۲۹).

- الدین والتمویل، السؤال 1128 (الموقع: ۲۳۰).

- الدین، الثبات و التغیّر، السؤال 1130 (الموقع: ۲۳۲).

- السر فی خاتمیة دین الإسلام، السؤال 1473 (الموقع: ۲۶۲۸).

[2] الروم، 30.

[3] الأنفال، 24.

[4] العنکبوت ، 65.

[5] الکافی، ج1، ص 58.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257250 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113246 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56856 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49741 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...