بحث متقدم
الزيارة
8525
محدثة عن: 2010/09/19
خلاصة السؤال
ما هو المراد من سدرة المنتهى المذکورة فی القرآن الکریم؟
السؤال
ما هو المراد من سدرة المنتهى المذکورة فی القرآن الکریم؟
الجواب الإجمالي

سدرة على وزن «حرفة» و معناها یطابق ما یقوله المفسرون: شجرة کثیفة الأوراق و الظل، و إن التعبیر بـ «سدرة المنتهى» یعنی الشجرة ذات الأوراق الکثیفة و الظل الوافر و الموجودة فی ذروة السموات فیما ینتهی إلیه عروج الملائکة و أرواح الشهداء و علوم الأنبیاء و أعمال الإنسان، إنه المکان الذی منع الملائکة من تجاوزه، و کذلک توقف عنده جبرئیل الأمین فی سفر المعراج.

و مع أن القرآن لم یوضح طبیعة و حقیقة سدرة المنتهى و تفاصیلها إلا أن الروایات أوردت أوصافاً و مشخصات لسدرة المنتهى، و جمیعها تکشف عن أن هذا التعبیر استعمل کنوع من التشبیه، و أنه أکبر من مدیات اللغة و حروفها القاصرة عن بیان مثل هذه الواقعیات العظیمة فقد جاء فی حدیث عن النبی (ص): «رأیت على کل ورقة من أوراقها ملکا قائماً یسبح الله تعالى»[1].

و فی حدیث آخر رواه الإمام الصادق (ع) عن رسول الله (ص): «انتهیت إلى سدرة المنتهى، و إذا الورقة منها تظل أمةً من الأمم»[2].

و هذه التعابیر تشیر إلى أنّ المراد من هذه الشجرة لیس کما نألفه من الأشجار المورقة و الباسقة على الأرض أبدا، بل إشارة إلى ظلّ عظیم فی جوار رحمة اللّه و هناک محلّ تسبیح الملائکة و مأوى الأمم الصالح[3]. و قد ورد فی تفسیر المیزان کلام عن سدرة المنتهى جاء فیه: قوله تعالى: "عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ یغشى السدرة ما یغشى" السدر شجر معروف و التاء للوحدة و المنتهى - کأنه - اسم مکان و لعل المراد به منتهى السماوات بدلیل کون الجنة عندها و الجنة فی السماء، قال تعالى: «و فی السماء رزقکم و ما توعدون»: الذاریات: 22.

و لا یوجد فی کلامه تعالى ما یفسر هذه الشجرة، و کان البناء على الإبهام کما یؤیده قوله بعد: «إذ یغشى السدرة ما یغشى» و قد فسر فی الروایات أیضا بأنها شجرة فوق السماء السابعة إلیها تنتهی أعمال بنی آدم و ستمر ببعض هذه الروایات»[4].



[1] الطبرسی، مجمع البیان، تفسیر الآیة 14 سورة النجم، «عند سدرة المنتهى».

[2] نور الثقلین، ج5، ص155.

[3] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏17، ص: 222،دار الکتب الإسلامیة، 1416 هـ، الطبعة الأولى، طهران.

[4] الطباطبائی، السید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج‏19، ص: 3، نشر: مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة بقم، 1417 هـ، الطبعة الخامسة، قم.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257247 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56856 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49740 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...